


هـــدوء وامــان
ركن الاسرة - ركن الاسرة |
لا زلنا مع نفسية الطفل الرضيع، و كما ذكرنا في المرة السابقة أن خبرة الأم لأول مرة في التعامل مع رضيعها تضع الخطوط الرئيسية لنفسيته سلبا أو إيجابا.
و قد يتسائل البعض مندهشا..هل الطفل الرضيع يتأثر نفسيا بالمحيط الخارجي؟؟
إنه لا دور له في شهور ولادته الأولى إلا الرضاعة فقط لا غير!! صحيح، لا دور له أو وظيفة إلا الرضاعة فقط لا غير. بل انه لم يكتسب بعد تلك الحركات الطفولية البريئة من تعبيرات بوجهه الجميل، أو حتى محاولاته للزحف. و لكن تتشكل نفسية الرضيع
في تلك الشهور الأولى من خلال وظيفته الوحيدة، و اقصد هنا الرضاعة، نعم عملية الرضاعة هي أكثر ما يؤثر في نفسية الرضيع.
و اسمحوا لي أن يكون محور الحديث هنا الرضاعة الطبيعية لا الصناعية، حيث تشكل الرضاعة الطبيعية كبير الأثر في نفسية الرضيع.
فلا يمكن أن ننكر أهمية ضم الأم لرضيعها أثناء عملية الرضاعة مما يعطيه إحساس بالأمان الشديد، و ذلك لأنه – على الرغم من أيام عمره المعدودة- يستطيع أن يميز بمهارة رائحة والدته.
و كلنا شاهد مرات عديدة كم الأطفال الذين يدخلون في نوبة بكاء شديد تنتهي فورا بمجرد حضور الأم و ضمها لرضيعها في حنان. فيصمت فجأة و لا يبقى من آثار بكائه غير نفسه المتسارع و ضربات قلبه السريعة.
بل أنني انصح الأم أن تهمس لطفلها ببعض الكلمات البسيطة بهدوء شديد من ضمن تلك الكلمات اسم الرضيع، فصوت الأم الحاني يُشعر الرضيع دائما بالاطمئنان.
و ما يزيد من هدوء الطفل و سكينته ابتسامة امه في وجهه دائما، و نجد أن الطفل قد يكون ساكنا بين يديّ أحد أقربائه و بمجرد أن تحمله أمه نجدخ يبتسم لها و يبادلها الابتسام دائما. فالابتسامة لها تأثير نفسي محبب إلي الرضيع لما تحمله من هدوء و حنان.
و بالطبع نعرف أن لبن الرضاعة يترجم بصورة مباشرة صحة الأم، فينبغي هنا أن نذكر بأن الاهتمام بصحة الأم النفسية و الجسمانية هو اهتمام غير مباشر بالطفل.فلا ينبغي أن تأخذ الأم أي أدوية خلال فترة الرضاعة إلا بعد استشارة الطبيب.
ألقيت اليوم الضوء على أهم ما يؤثر على نفسية الطفل الرضيع. و موعدنا المرة القادمة بإذن الله حين يبلغ طفلنا العزيز ستة أشهر، و ما يكتسبه من مهارات حركية و كيف تؤثر تلك المهارات على نفسيته.