


أم ..لأول مرة
ركن الاسرة - ركن الاسرة |
السلام عليكم
عدنا من جديد لنستكمل سويا الخطوات الأساسية التي تُبقي على نفسية الطفل سليمة معافاة خالية من شوائب المشاكل النفسية المريرة التي قد تواجهه فيما بعد.
و لأن في المقالة السابقة كان طفل المستقبل جنينا في بطن أمه. تمحور حديثنا أن الاهتمام بنفسيته سبيله الوحيد الاهتمام بنفسية الأم مباشرة.
و لن يختلف كثيرا هذا المبدأ تلك المرة أيضا. بل سيظل الاهتمام بنفسية الأم مبدأ مستمر معنا طيلة مراحل اهتمامنا بنفسية الطفل.
اليوم..طفلنا –العزيز- خرج إلى نور الدنيا، معلنا عن غضبه بصرخات متتالية عقب ولادته و التي – و على الرغم من بكائه- تدل – بوجه عام- على سلامته.
مسئولية كبيرة الآن تقع على عاتق الأم و الأب. و لأننا في مجتمع شرقي، لا زلنا نواجه بعض الأفكار- العقيمة- التي تقع بمسئولية تربية الأولاد على عاتق الأم وحدها. فيعتقد البعض أن الطفل حديث الولادة لا يحتاج أي مجهود في تربيته ، فهو لن يخطأ في أي سلوك من البداية. حدود وعيه و سنه..لن تسمح بذلك.
و لكننا ننسى في كثير من الأحيان أن رشفات اللبن من ثدي أمه..كما تحمل له الحياة..تحمل له أيضا السعادة أو الاضطراب.هنا. يجب أن ننتبه أن الاهتمام بنفسية الرضيع تأتي بصورة مباشرة من الاهتمام بوالدته. و ما أحوج الأم للاهتمام في تلك الفترة خصيصا.
أم لأول مرة..مسئولية كبيرة جدا. اختلاف كبير في نمط الحياة. تذوّق لطعم المسئولية الحقيقة . كل تلك الأسباب تجعل الأم عقب عملية الولادة تُصاب – في أغلب الأحيان – باكتئاب ما بعد الولادة.
التغيير الذي أصاب حياتها يصيبها- بصدمة- فلا النوم ظل على ما هو عليه. و لا حتى ساعات الاستيقاظ تكون محمّلة – غالبا- بضحكات الرضيع الصافية.
و لا تنتهي سلسلة النصائح المستمرة من الأهل و الأصدقاء. فتشعر الأم بضغط كبير مما يؤدي بها إلى شعور متلاحق بالبكاء المستمر. يزيد حين تتعالى صرخات الطفل معلنة غضبه من شئ ما. قد يكون مغص شعر به. أو شعور بالجوع. أو حتى حاجته لتغيير حفاضاته.
و لكن قلة خبرة الأم – حديثة العهد- تمنعها من اتخاذ القرار المناسب فيما يخص رضيعها.فلا تجد لديها من الحيلة إلا النظر إليه و البكاء.
هنا يجب أن يكون كل المحيطين و أهمهم على الإطلاق الزوج أشخاص إيجابيين في حياة الأم. فيقدمون لها الدعم النفسي المناسب. فذلك الدعم سيكون له تأثير إيجابي ينعكس مباشرة على ردود افعالها الهادئة تجاه رضيعها. أيضا، على عملية الرضاعة نفسها.
يظل دور الزوج هو الأقوي تأثيرا دائما.فالتعبير عن إحساسه الدائم بتقديره لتعب زوجته في الاعتناء بطفلهما.و شعوره بالمسئولية مثلها تجاه أسرته الصغيرة. له تأثير كبير في نفسية الأم فلن تشعر أن عبء المسئولية يقع على عاتقها وحدها. بل ستشعر بالعدل. و الإنصاف، فتُعطي المزيد و المزيد من طاقتها في محاولة منها لإسعاد أسرتها الصغيرة.حين يقوم كل فرد داخل الأسرة بدوره الحقيقي ، تستقيم الحياة، و يُعطي كل منهما أخلص ما لديه.
التقينا اليوم يالأم عقب فترة الولادة و ما لتلك الفترة من تأثير مباشر على الرضيع ، و نلتقي الحلقة القادمة بإذن الله و أُولى التحديات التربوية و النفسية التي توجهه الوالدين مع الطفل.