الصبر
اسلاميات - اسلاميات |
( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ
وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ الله كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا 35 ) سورة الأحزاب
حدثنا عاصم ابن بهدلة عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟( قال : الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ) ورد في ابن ماجه وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم
الصبر نصف الإيمان وهو أبرز أخلاق المؤمن والصبر هو كف النفس عن ما يخالف أمر الله سبحانه وتعالى ابتغاء وجهه ومرضاته (وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّار 22) سورة الرعد وفى تفسير الآية الكريمة وردة أقوال كثيرة ولكنى اخترت منهم رأى عطاء لأنه يمس ما نحن فيه حالياً ( اصبروا على الرزايا والمصائب، والحوادث والنوائب ).
وقد قسم العلماء الصبر لثلاثة أقسام :
- الصبر على طاعة الله
- الصبر عن معصية الله
- الصبر على أقدار الله
والصبر من أخلاق المؤمن فالقناعة بما قسم الله لنا صبر والجود صبر والعفة صبر وعدم الغضب والتذمر صبر والوقار صبر والتمسك بالأمل صبر يحيي القلب ( الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ11 ) سورة هود
(الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ 42)سورة النحل
ونظراً لقيمة الصبر فقد عنى به القرآن الكريم وأعطاه قيمة كبيرة لأهميته في حياتنا الدنيا فلا فلاح فيها بدون الصبر وأجره الكبير في الحياة الأخرى فلا فوز فيها بالجنة ولا نجاة من النار إلا بالصبر في الحياة الدنيا.
ولنتأكد يا أخواني أن الجنة حفت بالمكارة، وحفت النار بالشهوات وأكثر المعاصي التي نرتكبها في حياتنا الدنيا هو عدم الصبر على ما نكره. وقد أمر الله المؤمنين بالصبر فقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 200) سورة أل عمران
وكما قيل فإن إبليس لا يبذل جهد في غواية أهل المعاصي ولكنه يبذل الجهد في غواية المؤمن ﴿ الم ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ سورة العنكبوت.
فالمؤمن هو من يحمل أمانة الله في الأرض إن الإيمان أمانة الله في الأرض وهم أقدر الناس في الصبر على الابتلاء لهذا فإن المؤمن هو من يتعرض للفتنة وقد تأتى الفتنة من الأهل والأحباء الذين يغوونه ليسالم أو ليستسلم ويرفعون شعار اتقاء الله في الرحم بينما هدفهم هو الدنيا ومظاهرها وملذاتها
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ 142 ) سورة آل عمران
وأفضل أنواع الصبر هو ما نختاره في طاعة الله ونثبت عليه وخير مثال على ذلك صبر سيدنا يوسف عليه السلام عندما دعا ربه ليدخل السجن (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ 33 فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 34 ) سورة يوسف
فكان صبره على السجن عظيم وعظمه العلماء عن صبره عندما ألقى في البئر الموحش كما ضرب الله لنا مثلاً بنبي الله أيوب عليه السلام وقد قال أبي بصير عن أبي عبدا لله عليه السلام عن بلية أيوب عليه السلام التي ابتلي بها في الدنيا لأي علة كانت ؟ قال : لنعمة أنعم الله عليه بها في الدنيا وأدى شكرها .
(وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ الله وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ34 ) سورة الأنعام
والصابرين يضاعف الله لهم أجرهم (سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ 24) الرعد
(إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ11 ) سورة هود
ولنعلم أن الأنبياء من أولى العزم سموا بذلك لأنهك صبروا فما أجمل صبر سيدنا نوح و سيدنا إبراهيم الخليل و سيدنا موسى الكليم وسيدنا عيسى المسيح وما أجمل صبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فإن صبرهم كان على الدعوة إلى الله والصبر هنا هو أعلى الدرجات وأمر الله رسوله أن يصبر كصبرهم (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ35) سورة الأحقاف
وقد اخترت أن أضرب لكم مثال في الصبر بتلك المرأة المؤمنة كانت تأتيها نوبات صرع فطلبت من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : (أتصبرين ولك الجنة ؟) قالت:"نعم ولكن أدعو الله لي ألا أتكشف" (الله الله على الصبر والحياء ) فدعا لها الرسول صلى الله عليه وسلم فلم تتكشف أبداً بعد ذلك وهى من أهل الجنة .
وما أجمل أن نتشبه بالرسل من أولى العزم في الصبر على الطاعة والدعوة لدين الله سبحانه وتعالى فهو أفضل أنواع الصبر ويعلوا على الصبر عن ما نهى الخالق عنه فالصبر على ما أمر الله به أفضل من الصبر عن ما نهى الله عنه