فانوس رمضان
اسلاميات - اسلاميات |
فى قاهرة المعز يعلم الغافل أن شهر رمضان على الأبواب عندما يرى أبواب المحلات وقد اكتست واجهات محلاتهم بأشكال وألوان وأنواع من فوانيس رمضان .
فانوس رمضان يدخل البهجة والسرور على الصغار والكبار فقد
أصبح من معالم الشهر الكريم ومظاهره وقد انتقلت عادة اقتناء فانوس رمضان من أم الدنيا مصر إلى بعض الدول العربية والإسلامية خاصة التي توجد بها جاليات مصرية كبيرة . لا زلت أذكر أغاني رمضان التي كنا نرددها صغاراً ونستمع إليها بلهجة أعجمية من الفوانيس المصنوعة فى الصين مثل حاللو يا حاللو رمضان كريم يا حاللو وغيرها .
فى رمضان زمان وفى الأحياء الشعبية التي أفتخر أنى منحدر منها فقد ولدت وتربيت في حجى العباسية والوايلية الصغرى كان من يحمل الفانوس هم الفتيات أما الصبيان فكنا نصنع ما نسميه الكشاف وهو عبارة عن علبة من الصفيح نضع بها شمعة وبما أننى غاوى فن من صغرى فقد كنت أشترى قلة مياه صغيرة وأصنع بها ثقوب على هيئة عين وأنف وفم وأضع بها شمعة بعد غلقها من أعلى وكان منظرها بديع وكم كنا نجتمع تحت فانوس الشارع الذى كان عبارة عن فانوس زجاجى يمر عليه رجل يومياً ليضع كيروسين فى لمبة الجاز الموجودة بداخله وكنا نجتمع أسفلها نتسامر إلى أن يحين موعد ألف ليلة وليلة في الراديو فنسارع لسماعها ثم نعود لمجلسنا تحت الفانوس .
وأكيد معظمنا يعرف تاريخ الفانوس فى مصر ولكن لا بأس من إعادة قصة الفانوس لمن لا يعرفها .
في اليوم الخامس من شهر رمضان عام 358 هـ خرج أهالي القاهرة لاستقبال المعز لدين الله الفاطمي وتأخر قدومه إلى الليل فحمل المستقبلين المشاعل وبعضهم حمل ما يشبه فانوس الشارع الذي ذكرت أننا كنا نتسامر تحته ونحن صغار وكان يصنع من النحاس والزجاج وبداخله الشموع ثم استمرت العادة في كل عام عندما يحين شهر رمضان وبهذا فأن القاهريون هم أول من حمل فانوس رمضان.
وفى الماضي كان يعلق على أبواب المساجد وبمآذنها فانوس كبير وعندما يقوم المسئولين بإطفائه يعلم الناس أنه قد حان موعد أذان الفجر والإمساك عن الطعام كما كان من يذهب لاستطلاع هلال رمضان أو هلال شوال يصحبه حملة الفوانيس فى موكب ما أروعه .
وطبعاً الآن أستبدل الفانوس بالثريات واللمبات الكهربائية ذات الأشكال البديعة مما يعطى البهجة بشهر الصيام .
بعد انتشار الفوانيس أصبحت باب رزق لصانعيها وكانت تصنع من الصفيح والصاج والزجاج الملون بأشكال بديعة ويوضع بداخله شمعة وكنا نمر به وبالكشافات التي كنا نصنعها على أهالي الحي وكانوا يعطوننا كل حسب مقدرته ( مليم أو بضعة ملاليم أو حلوى .. الخ )وكنا سعداء بها والأهالي كانوا أيضاً سعداء ولا أنسى العشر الأواخر من رمضان عندما كان يطوف بعض الشباب بالفوانيس والكلوبات يرددون الأغاني والأناشيد في وداع رمضان .
فوانيس مصرية بشمعة
فانوس مصرى كبير الحجم
فوانيس مستوردة
ثم بدأ في انتشار بعض الفوانيس بها لمبة صغيرة تعمل بحجارة بطارية وكنا نسمى هذا الفانوس فانوس كهربة والآن أصبح هذا الفانوس هو الغالب ويصنع بأشكال جميلة وهيئات مختلفة ومعظمه مستورد خاصة من الصين ومنه أحجام كبيرة تعلق فى الفرندات والبلكونات والنوافذ ومداخل المنازل وبجوارها شريط اللمبات الصغيرة التي تضيء بألوان مختلفة فتعطى بهجة . إلا أن فانوسنا الأصلي أبى الهزيمة وراح يعلن عن وجوده مرة أخرى وأصبح أطفالنا يفضلونه فهو يحمل عبق التاريخ وأشتريه لأحفادي فعلاً.
فى هذا العام ظهرت موديلات جديدة هذا العام مثل فانوس أبو تريكة فانوس حسن شحاتة وفانوس المفتش وكرومبو وفانوس توك توك شرم الشيخ وفانوس بوجى وطمطم والملاحظ ارتفاع سهرها هذا العام .