عيد الفطر المبارك
اسلاميات - اسلاميات |
يقول أنس رضي الله عنه (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ولهما يومان يلعبان فيهما، فسألهم صلى الله عليه وسلم: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال صلى الله عليه وسلم: قد أبدلكما الله خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر).
العيد مناسبة شرعها الله لنا لكي نشكره
سبحانه وتعالى على تمام العبادات ولنتقارب ونتلاقى بحب وإيمان ولتقوية الروابط العائلية وصلة الأرحام وللفرح والسرور والترويح عن النفس والتكافل ونشر المودة والرحمة بين المسلمين من خلال السنن والآداب التى وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاحتفال بالأعياد. والعيد يوم سرور وفرح وزينة تظهر فيه أثر نعمه الله على عباده .
روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : (دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء فاضطجع على الفراش وحول وجهه ، ودخل أبو بكر فانتهرني ، وقال : مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فاقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "دعهما" فلما غفل غمزتهما فخرجتا) رواه البخاري ومسلم ، وفي رواية
واسم العيد مشتق من العود وهو الرجوع مرة بعد أخرى بالفرح والسرور. قال ابن الأعرابي: سُمي العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد
لذا وجب علينا التمسك بصحيح الدين وجوهر الإسلام والعيد فرصة متجددة للتصالح مع الله سبحانه وتعالى باستكمال حلقة البر في مجتمعنا الإسلامي فإذا كان البر في الأيام العادية عادة فردية ففي أيام الأعياد يصبح البر قضية اجتماعية ويتحقق البر بالزكاة بقدر ما يقدر كل منا فلا نقصر زكاتنا على النسب المفروضة فقط ولكن نزيد حسب استطاعتنا ونلحق بالزكاة الصدقات وهي حق للفقراء والمساكين والمحتاجين (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ 215 ) سورة البقرة وزكاة وصدقة الفطر شرعت لتطهرنا ولإدخال السرور إلى قلوب فقرأ وقد ورد بالحديث النبوي الذي رواه البيهقي والدارقطني عن الصحابي الجليل عبدا لله بن عمر رضي الله عنهما. قول الرسول عليه الصلاة ( أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم ) أي يوم عيد الفطر السعيد. (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ 177 ) سورة البقرة
عيد الفطر يأتي عقب فريضة دينية مقدسةهى فريضة الصيام ( وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 185 ) سورة البقرة.
ويسمى يوم العيد بيوم الجائزة والغفران وهو الفرحة الصغرى للمؤمن كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه عنه أبو هريرة : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ (
العيد فرصة لتعليم أبنائنا المفهوم الصحيح للعيد و ضوابط الاحتفال به وضرورة البعد عن ما نراه فى الاحتفال من منكرات أو بدع مثل زيارة المقابر وما يتبعه من حزن وبكاء فالعيد منهج إسلامي فيه شكر لله ببهجة وفرحة وسرور ونجدد فيه الروابط الإنسانية فيتصالح المتخاصمون ويتبادل المسلمون التهاني بقدوم العيد فتزول الأحقاد من النفوس وتعلو قيمة التآخي والتعاون .
فلنجهز أنفسنا من الأن لنرفع أصواتنا بالابتهال والتكبير وهو شعار العيد (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد) فتتجاوب معنا السماء عندما نرفع أصواتنا مدوية بالتكبير بجلال الله وعظمته وقد جاء في الحديث الشريف «زينوا أعيادكم بالتكبير». ولنأخذ زينتنا ونلبس أفخر ثيابنا عند التوجه للمساجد لصلاة العيد (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 31 – 32 ) سورة الأعراف
وهناك مسألة تشغل بال البعض وهى اجتماع العيد والجمعة في يوم واحد فأنى أفضل أن نصلي العيد والجمعة طلبا للفضيلة وتحصيلا لأجريهما و بناء على حديث ابو هريرة وحديث ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اجتمع في يومكم هذا عيدان ؟ فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون " رواه أبو داود وأخرجه ابن ماجة بسند
أي أنه إذا اجتمعا في يوم واحد سقطت الجمعة عمن صلى العيد لكن ينبغي للإمام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء ومن لم يشهد العيد، وتجب على الصحيح من أقوال العلماء صلاة الظهر على من تخلف عن الجمعة لحضوره العيد .
وخروج النساء لصلاة العيد فيه فرحة وقد ثبت في الصحيحين عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها أنها قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى، الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِحْدَانَا لَا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ ؟ قَالَ :«لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا» .
اللهم أدم علينا نعمتك وفضلك، واجعل أعيادنا عامرة بطاعتك وشكرك يا رب العالمين